بلاغ عن المؤتمر الثاني للحزب الشيوعي الفليبيني
الحزب الشيوعي الفليبيني ، 29 مارس 2017
PHILIPPINE REVOLUTION WEBCENTRAL
www.philippinerevolution.info
[ تأسّس الحزب الشيوعي الفليبيني في 28 ديسمبر 1968 بفعل التأثير العالمي للثورة الثقافيّة البروليتاريّة الكبرى في الصين بين 1966 و 1976 و في خضمّ الصراع التاريخي للماركسيين – اللينينيين عبر العالم ، بقيادة ماو تسى تونغ و الحزب الشيوعي الصيني ضد التحريفيين المعاصرين الفرنسيين و الإيطاليين و الإسبان … و على رأسهم التحريفيين السوفيات . و عقب تأسيسه بمدّة قصيرة ، أطلق شرارة حرب الشعب الماويّة لإنجاز الثورة الديمقراطية الجديدة أو الوطنيّة الديمقراطية و تعبيد الطريق للثورة الإشتراكية . و ثابر على حرب الشعب الثوريّة طوال عقود الآن رغم المنعرجات و الإلتواءات في الأوضاع العالمية و إنعكاساتها على الحركة الشيوعية العالمية و رغم ظهور خطوط يمينيّة و يسراويّة في عدّة مناسبات صلب الحزب الشيوعي الفليبيني ذاته و كادت تحوّله إلى نقيضه ، إلى حزب تحريفي إصلاحي برجوازي آخر . و لا يزال هذا الحزب الماوي متمسّكا بطريق الثورة ، طريق بلوغ السلطة ، حرب الشعب ، و يناضل بلا هوادة ضد الطبقات الرجعيّة المسنودة من طرف الإمبريالية العالمية ، مقدّما التضحيات الجسام و مجترحا البطولات لقيادة الجماهير الشعبيّة في القيام بالثورة المرجوّة .
و ها قد عقد الحزب الشيوعي الفليبيني ، منذ أشهر قليلة ، و في معمعان حرب الشعب ، مؤتمره الثاني الذى نضع بين أيدى القرّاء بلاغه . و أكيد أنّ لهذا الحزب الماوي |، تاريخيّا و حاليّا ، خلافات مع الأحزاب الأخرى للحركة الماويّة العالميّة بصدد مسائل عدّة إلاّ أنّ الخوض في هذا الشأن يتجاوز هذه الجمل التمهيديّة لهذا البلاغ . – المرتجم ]
لقد إنعقد بنجاح المؤتمر الثاني للحزب الشيوعي الفليبيني في الربع الأخير من سنة 2016 و قد جرى تأريخه 24 أكتوبر– 7 نوفمبر 2016 كنوع من الإحتفال بمائويّة إنتصار الثورة البلشفيّة لسنة 1917 . و ما لا سبيل للشكّ فيه هو أنّ لهذا المؤتمر الثاني دلالة تاريخيّة . فلأوّل مرّة في ما يناهز الخمسة عقود ، تجمّع قادة و كوادر مفاتيح ممثّلين ما يربو عن السبعين ألفا من أعضاء الحزب ليعزّزوا وحدة الحزب و يدخلوا تعديلات على برنامجه و قانونه الأساسي إعتمادا على الإنتصارات و الدروس المراكمة و لإنتخاب مجموعة قادة جدد .
و ينهض الإنعقاد الناجح للمؤتمر الثاني للحزب شاهدا على كلّ من القوّة و القدرات المراكمة و كذلك على التصميم على تجميع عدد كبير من الكوادر . و أيضا يسجّل عدم قدرة الدولة الرجعيّة على تحطيم الحركة الثوريّة المسلّحة .
و بالرغم من العمليّات العسكريّة للعدوّ التي لا تتوقّف ، عُقد المؤتمر الثاني بنجاح داخل قاعدة أنصاريّة . و قد وفّر له الحماية فيلق من الجيش الشعبي الجديد و المقاتلين الحمر و تمتّع بدعم غير محدود من جماهير الفلاحين و الأقليّات الأثنيّة في المنطقة .
نوّاب المؤتمر الثاني 120 نائبا ، من حضروا و من لم يحضروا ، و من المشاركين ، كان حوالي 30 بالمائة أعمارهم تفوق 60 سنة بينما كانت أعمار 60 بالمائة تتراوح بين 45 و 59 سنة و كان 15 بالمائة أعمارهم 44 سنة فأقلّ . و كلن المشارك الأكبر سنّا سنّه 70 سنة و الأصغر سنّا له من العمر 33 سنة .
عاكسين الحجم النسبي لعضويّة الحزب ، مثّل كوادر من مناطق خمس من مندناو حوالي 45 بالمائة من المندوبين عن الجهات في حين مثّل الوافدون من لوزون 40 بالمائة و 14 بالمائة من فيساياس . و مثّل النوّاب الآخرون أجهزة الحزب القياديّة المركيزّية و لجانه .
مسترشدا بشعار ” وحدة أكبر ، إنتصارات أكبر ” ، إنكبّ المؤتمر الثاني للحزب على دراسة مطوّلة لتاريخ الحزب طوال 48 سنة ، و سجّل ملاحظات عن الظرف الموضوعي و الظرف الذاتي و أعاد تأكيد تصميم الحزب على التقدّم بالثورة الوطنيّة الديمقراطيّة إلى مستويات أعلى .
تعديلات في القانون الأساسي
و أدخل المؤتمر الثاني تعديلات على القانون الأساسي للحزب الشيوعي الفليبيني ليعكس تجربة الحزب في تطبيق الماركسيّة – اللينينيّة – الماويّة كقيادة إيديولوجيّة في ممارسته الثوريّة الملموسة .
و أهمّ تعديل للقانون الأساسي كان صياغو مقدّمة أرست المبادئ الجوهريّة للحزب بما في ذلك تحليله للأوضاع الملموسة للمجتمع الفليبيني وخطّه و برنامجه الوطني الديمقراطي في خوض الثورة الديمقراطية الشعبيّة لتعبيد الطريق للثورة و البناء الإشتراكيين ، و موقفه و تاريخ الصراع ضد التحريفيّة المعاصرة ، و إستراتيجيّته و تكتيكه للتقدّم بحرب الشعب طويلة الأمد و خوض النضال المسلّح كشكل رئيسي للنضال و تركيز الحكومة الديمقراطيّة الشعبيّة .
و وقع ضمّ مقال جديد حول دور الحزب في الجبهة المتحدة .
و أدخلت تعديلات متمّمة لتعداد الطبقات الإقتصاديّة و التصرّف إزاءها في ما يتّصل بقبول العضويّة و اضيف بند جديد يخوّل لأعضاء من الأحزاب الأخوة الأجانب الذين عيّنوا للعمل في إطار الحزب الشيوعي الفليبيني بأن تقبل عضويّتهم في الحزب .
كما أضيف بند آخر لتحديد حقّ أعضاء الحزب الذين بلغوا من العمر 700 سنة في التقاعد من نشاط الحزب مع إحتفاظهم بالعضويّة فيه و تلقّيهم معاشا و عناية صحّية . و تمّت المصادقة أيضا على بند يحدّد تشكيل اللجان الإستشاريّة التي يمكن لكوادر الحزب الذين إختاروا التقاعد أن ينظمّوا إليها .
و ضمانا لحيويّة الحزب ، أضيف بند يعيّن الخطوات التي ينبغي إتّباعها تلبية لضرورة أن تتكوّن اللجنة المركزيّة بشكل متوازن من كوادر شبّان و كهول و شيوخ .
تحيين البرنامج العام
و حيّن المؤتمر الثاني برنامج الحزب من أجل الثورة الديمقراطيّة الشعبيّة . و قدّم نقدا دقيقا للنظام الاجتماعي شبه المستعمر شبه الإقطاعي ، موليا إهتماما خاصا لتتالى الأنظمة الديمقراطية الزائفة ما بعد ماركوس ، وإشتداد أشكال إضطهاد و إستغلال الجماهير العريضة من العمّال و الفلاّحين و تدهور الأوضاع الإقتصاديّة – الإجتماعيّة للشعب الفليبيني في تقريبا أربعة عقود من النظام الليبرالي الجديد .
و مستخلصا دروسا من التاريخ الزاخر للحزب ، قدّم المؤتمر الثاني صورة أوضح لإستراتيجيا و تكتيك الإستفادة من الأزمة المستعصية على الحلّ و المتفاقمة للنظام الرأسمالي العالمي ، و الإنهيار الإستراتيجي للإمبرياليّة الأمريكيّة و الأزمة المزمنة للنظام الحاكم المحلّي ، من أجل التقدّم بحرب الشعب طويلة المد نحو الإنتصار التام .
و ينادى البرنامج العام للحزب كافة الشيوعيين الفليبينيين إلى ” أن يستعدّوا إلى التضحية بحياتهم عند الضرورة في النضال في سبيل إنشاء فليبين جديدة تكون مستقلّة و ديمقراطيّة و موحّدة و عادلة و مزدهرة ” .
و يعيد برنامج الحزب تأكيد ضرورة خوض حلرب مسلّحة من أجل مواجهة العنف المسلّح المستخدم من طرف الإمبرياليين الأمريكان و الطبقات الحاكمة الرجعيّة المحلّية و إنهاء نظام الإضطهاد و الإستغلال شبه المستعمر شبه الإقطاعي .
و يعرض البرنامج المحيّن مهام عامة عشر ثمّ يمضى إلى تحديد المهام الخاصة في مجالات السياسة و الاقتصاد و العسكري و الثقافة و العلاقات الخارجيّة .
انتخابات
و إنتخب المؤتمر الثاني اللجنة المركزيّة الجديدة و المكتب السياسي لمدّة خمس سنوات . و أكثر من نصف أعضاء اللجنة المركزيّة الذين تمّ إنتخابهم من الكوادر الشابة و الكهول من الحزب و ذلك ضمانا لأن يظلّ الحزب حيويّا و وثيق الإرتباط بالمستويات الأدنى للقيادة و قادرا على قيادة العمل الميداني و إنجاز المهام اليوميّة للحزب لا سيما في خوض النضال الثوري المسلّح ضد الدولة الرجعيّة . و الغاية من الجمع بين أعضاء الحزب الشيوخ و الكوادر الشباب و الكهول هو ضمان التدريب الإيديولوجي و السياسي و التنظيمي لجيل جديد من قادة الحزب الذين سيكونون القابضين على دفّة الحزب في السنوات القادمة .
و إنّها لمهمّة الكوادر الشيوخ أن ينقلوا المعارف و المهرات التي إكتسبوها بتلخيص تجاربهم الفرديّة و الجماعيّة من أجل المساعدة على قيادة العمل الراهن للجيل الأصغر سنّا من قادة الحزب .
قرارات
قرّر المؤتمر الثاني أن يقدّم أعلى التحيّات للرفيق خوسي ماريا سيسون بإعتباره الرئيس المؤسّس للحزب الشيوعي الفليبيني. وكرّم كا جوما بإعتباره ” مفكّرا شيوعيّا كبيرا و قائدا و معلّما للبروليتاريا الفليبينيّة ورافعا لراية الحركة الشيوعية العالميّة“. و أقرّ المؤتمر بمساهمته العظيمة في الثورة الفليبينيّة و في حركة الطبقة العاملة العالميّة . كما قرّر مواصلة دراسة رؤاه الثاقبة في الجوانب الإيديولوجيّة و السياسيّة و التنظيميّة لعمل الحزب و الإسترشاد بها. و تبنّى أيضا على المجلّدات الخمسة من كتابات كا جوما بما هي مرجع أساسي للدراسة الحزبيّة .
و أكّد المؤتمر الثاني أنّ الحزب يملك ثروة الأعمال الماركسية – اللينينية – الماويّة التي صاغها كا جوما طوال العقود الخمسة الماضية لذلك سيتمكّن دائما من قيادة الثورة الوطنيّة الديمقراطيّة إلى مستويات أعلى و بلوغ الإنتصار التام في السنوات القادمة .
و كرّم المؤتمر كذلك كافة أبطال و شهداء اللجنة المركزيّة للحزب ” الذين كانوا نماذجا في التفانى بعيدا عن الأنانيّة و خدموا الحزب إلى آخر نفس في حياتهم ” .
و صادق المؤتمر الثاني كذلك رسميّا على كلمات نشيد الأمميّة باللغة الفليبينيّة ، نشيد الحزب ، وهو يشمل ترجمة للقسم الثالث من الأصل الفرنسي ، و قد حسّن الترجمة في بعض نواحيها . كما صادق على قرار أنّ الكلمات الفليبينيّة وحدها ستنشد في التجمّعات الرسميّة للحزب .
و قرّر الحزب الإحتفال ببهجة لا حدود لها و تنظيم إحتفالات مناسبة للذكرى المائويّة لإنتصار الثورة البلشفيّة لسنة 1917 في روسيا في 7 نوفمبر 2017 . و الهدف من ذلك هو إستخلاص الدروس و الإلهام من أوّل ثورة إشتراكيّة مظفّرة و من التقدّم السريع غير المسبوق إقتصاديّا و إجتماعيّا الذى تحقّق بين 1917 و 1953 في ظلّ القيادة البروليتاريّة و كذلك إعادة تأكيد تواصل صلوحيّة الثورة الإشتراكية في وجه إشتداد أزمة النظام الرأسمالي العالمي . و أيضا قرّر المؤتمر الثاني الإحتفال بالذكرى الخمسين للحزب في 26 ديسمبر 2018 بتلخيص تاريخ الحزب و الإحتفال بالإنتصارات التي حقّقها الحزب و الشعب في العقود الخمسة الماضية من النضال الثوري .
و في الختام ، وجّه المؤتمر الثاني تحيّة لكافة المقاتلين و المقاتلات الحمر من الجيش الشعبي الجديد و مختلف فرقه القتاليّة و إلى أعضاء المليشيات الشعبيّة و جميع أعضاء الحزب و الناشطين الآخرين الذين ساعدوا في تأمين النواب أثناء سفرهم و في إعداد الأطعمة و توفير الرعاية الصحّية و خدمات أخرى شتّى .
ترجمة الرفيق شادي الشماوي